أتريد أن تعرف قدر النبى صلى الله عليه وسلم عند ربه؟
والله ان قدره عند ربه لعظيم وان شأنه لخطير واليك بعضا من ملامح هذه المكانة العاليه والدرجة الرفيعة فى القران الكريم :
1-جعل الله طاعته صلى الله عليه وسلم من طاعته عزوجل فقال (من يطع الرسول فقد أطاع الله) النساء
قال ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عن عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأنه من أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله، وما ذاك إلا لأنه ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني2
2-جعل الله عزوجل اتباعه فرضا على الناس وجعل ذلك علامة محبة العبد لله وسببا لمحبة الله للعبد ولمغفرة ذنوبه بل وعلامةالايمان ومن اعرض عن اتباعه صلى الله عليه وسلم سماه الله كافرا وان شئت فاقرأ قول الله تعالى =(قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين)ال عمران
قال ابن كثير رحمه الله =هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي، والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» ولهذا قال: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ} أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض العلماء الحكماء: ليس الشأن أن تحب، إنما الشأن أن تَحب. وقال الحسن البصري وغيره من السلف: زعم قوم أنهم يحبون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية، فقال { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ}
ثم قال تعالى: { وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} أي باتباعكم للرسول صلى الله عليه وسلم، يحصل لكم هذا كله من بركة سفارته، ثم قال تعالى آمراً لكل أحد من خاص وعام { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ} أي خالفوا عن أمره { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَـٰفِرِينَ} فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر، والله لا يحب من اتصف بذلك، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب الله ويتقرب إليه حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ورسول الله إلى جميع الثقلين: الجن والإنس، الذي لو كان الأنبياء بل المرسلون بل أولو العزم منهم في زمانه ما وسعهم إلا اتباعه، والدخول في طاعته، واتباع شريعته، كما سيأتي تقريره عند قوله تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَـٰقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ} الآية، إن شاء الله تعالى. انتهى
3-حرم الله عزوجل ايذاءه صلى الله عليه وسلم وجعله ايذاء له سبحانه وتعالى وتوعد من فعل باللعنة والعذاب المهين فقال تعالى (ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والاخرة وأعد لهم عذابا مهينا)
قال ابن كثير رحمه الله وأما أذِيّة رسوله صلى الله عليه وسلم فهي كل ما يؤذيه من الأقوال في غير معنًى واحد، ومن الأفعال أيضاً.
والظاهر أن الآية عامة في كل من آذاه بشيء ومن آذاه فقد آذى الله كما أن من أطاعه فقد أطاع الله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه» مسند أحمد
4-فرض الله على عباده التحاكم اليه صلى الله عليه وسلم فى حياته والى سنته وهديه بعد موته وفرض عليهم قبول حكمه صلى الله عليه وسلم بل والاطمئنان اليه والتسليم الكامل اليه وجعل ذلك علامة الايمان بالله واليوم الاخر وعلامة الفلاح وخير المآل واقرءوا ان شئتم قول الله تعالى(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
قال ابن كثير رحمه الله وقوله { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطناً وظاهراً، ولهذا قال { ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِىۤ أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} أي إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجاً مما حكمت به، وينقادون له في الظاهر والباطن، فيسلمون لذلك تسليماً كلياً من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة، كما ورد في الحديث «والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لم جئت به».